logo on medium devices
موقع صدى الولاية الاخباري
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025
12:35:37 GMT

هدف العدو أبعد من السلاح تفكيك المجتمع والهوية

هدف العدو أبعد من السلاح تفكيك المجتمع والهوية
2025-12-09 04:51:26
راي - علي حدير - 09-12-2025


ليس جديداً أن تتصدّر المقاومة سلّم أولويات مراكز البحث الإسرائيلية التي تُعنى بمتابعة فكر حزب الله وقدراته وخياراته ومستقبله. فهذه المؤسسات لا تعمل بوصفها منتديات أكاديمية محايدة، بل تشكّل الذراع التحليلية لصانع القرار، وواحدة من الأدوات التي تسترشد بها المؤسسة الرسمية في قراءة المشهد الإقليمي وتحديد وجهة السياسات. إلا أنّ إسهاماتها بعد الحرب الأخيرة، وفي ضوء التحوّلات التي طرأت على البيئة الإقليمية، تكتسب أبعاداً إضافية تتجاوز التحليل النظري، لتكشف عن اتجاهات التفكير الإسرائيلي وأهدافه، وعن كيفية نظرته إلى الصراع مع المقاومة في لبنان والمنطقة.

والمتتبّع لما تنشره هذه المراكز يلحظ أنّ مقارباتها تُجمع على أنّ التحدّي لا يكمن حصراً في القدرات العسكرية للمقاومة، بل في البنية الاجتماعية والثقافية التي تستند إليها. وهي مقاربة باتت جزءاً من الإدراك السياسي - الأمني للمؤسسة الإسرائيلية، وليست حكراً على الباحثين.

في هذا السياق، تبرز دراسة لمعهد «مسغاف» للأمن القومي والاستراتيجي، أعدّها الخبير في شؤون حزب الله وإيران يوسي منشروف، تؤكد أن التهديد المحدق بإسرائيل لا يقتصر على الصواريخ، وإنما جوهره يكمن في المجتمع الذي أنتج المقاومة ويستمر في إنتاجها، والذي أثبت خلال الحرب الأخيرة صلابة استثنائية، وأسهم في إحباط الأهداف الاستراتيجية التي راهن عليها قادة العدو.
فالمقاومة، في هذا الفهم، ليست بنية عسكرية معزولة، بل تعبير عن وعي جماعي وسردية تراكمت عبر عقود، وعن ذاكرة للصراع، وعن معادلة وطنية حظيت باحتضان شعبي واسع. وقد مكّنت هذه المقاومة لبنان من تحرير أرضه واستعادة سيادته، وأتاحت للدولة أن تبسط سلطتها على الجغرافيا اللبنانية.

والأهم في قراءة «مسغاف» أنّها تتضمن إقراراً صريحاً بأن حزب الله ليس حالة مفروضة على مجتمعه كما يحاول البعض التسويق، وأنّ المقاومة هي تجسيد لإرادة المجتمع، وأن العلاقة بين الطرفين ليست علاقة استتباع، بل علاقة تفاعلية تترجم طموح الجماعة ورؤيتها لموقعها ودورها في الإقليم.

وانطلاقاً من هذا التشخيص، تتجاوز المقاربة الإسرائيلية هدف «تفكيك السلاح» الذي يبقى ثابتاً في كل القراءات إلى محاولة إعادة تشكيل المشهد اللبناني من جذوره. فالسلاح - في نظر المخطّط العسكري - قد يُدمَّر بعملية أو سلسلة اغتيالات، أما روح المقاومة وثقافتها، وكونها خيار مجتمع، فهي التحدّي الأصعب والأكثر تعقيداً، خاصة أن هذه الثقافة والروح قادرتان على الاستفادة من التجارب وإعادة إنتاج ما هو أكثر ملاءمة مع المتغيرات من موقع الصمود والتصميم والثبات.

ولهذا تركّز الدراسات الإسرائيلية على إنهاء البنية الثقافية والتربوية للمجتمع المقاوم، عبر عناوين متعددة، تبدأ بمحاولة تفكيك الفكر الذي ينتج الشعور بالقوة والاستقلال، ولا تنتهي بمحاولة ضرب شبكات الخدمات الاجتماعية التي تشكّل الرابط العضوي بين المقاومة وبيئتها. كما تسعى إلى إضعاف شرعية المقاومة داخل مجتمعها عبر خطاب سياسي إعلامي مدروس من الواضح أنه موكل إلى بعض الداخل اللبناني.

ويدرك العدو أنّ المقاومة، بمؤسساتها وخدماتها وأنشطتها، تحتاج إلى دعم وتمويل، خصوصاً في مواجهة أعداء يمتلكون فائضاً من المال والسلاح والتكنولوجيا. وهنا تحضر إيران كداعم رئيسي، لا كما يروّج الخطاب الإسرائيلي بأنها «مركز القرار» في خيارات مجتمع المقاومة، بل لأنها توفر سنداً مادياً ومعنوياً لمشروع اختاره اللبنانيون في مواجهة الاحتلال والهيمنة. وعلى خط موازٍ تتكثف الحملات الإعلامية والسياسية الهادفة إلى تقويض السردية التاريخية والأخلاقية للمقاومة.

بهذا المعنى، يصبح السلاح عنواناً افتتاحياً للصراع، بينما الهدف النهائي هو أبعد من ذلك عبر إعادة هندسة المجتمع الذي يُنتج المقاومة ويمنحها مشروعية البقاء. ولكن من أجل التمكن من القيام بهذه المهمة، المطلوب تجريد المجتمع من عناصر قوته ومن ضمنها السلاح.
بالموازاة، تحذّر دراسة «مسغاف» واشنطن وتل أبيب من التفكير بمنطق الإنجاز السريع: اغتيال قائد، إحباط تهريب، ضربة جوية… ثم انتظار نتيجة سياسية حاسمة لا تأتي. فالمقاومة، كما تقول الدراسة نفسها، تعمل بمنطق مغاير تماماً؛ إذ تبني الإنسان قبل السلاح، والمعنى قبل القوة، وتنسج شبكة من المؤسسات تجعل المشروع جزءاً من الحياة اليومية للمجتمع لا مجرد إطار عسكري.
وهذا الفارق في الزمن والأفق هو ما يجعل المقاربة العسكرية الإسرائيلية، مهما بلغت دقّتها، أشبه بمحاولة معالجة الأعراض من دون الاقتراب من الأسباب العميقة.

ومن يقرأ ما بين سطور الدراسة يدرك أن الصراع، في نظر العدو، هو حرب على الوجدان والهوية والوعي بموازاة كونها حرباً للاستيلاء على الأرض أيضاً. ولذلك تتحدّث الورقة عن استهداف «النفوس والوعي والوجدان»، وهي عبارة تكشف بوضوح طبيعة الرهان الإسرائيلي: تفكيك المقاومة من داخل الإنسان، لا من بين يديه فقط.

لكن أهمية الورقة تكمن أيضاً في الإقرار الضمني الذي تتضمنه: فشل نماذج الردع السابقة؛ محدودية أثر العمليات العسكرية؛ ضعف الرهان على تغيّر داخلي في لبنان؛ واستحالة كسر حزب الله من دون تغيير بيئته.
وهذا ما يفضح أزمة استراتيجية حقيقية: فإسرائيل لا تواجه تنظيماً مسلحاً، بل مجتمعاً متجذراً في التاريخ والثقافة، يتجدد عبر الأجيال ويملك روايته الخاصة عن نفسه وعن العالم.

في الخلاصة، يتبيّن أن الصراع لا يقف عند حدود الصاروخ أو القائد أو الكادر، وإن كان لكل منها دوره وموقعه، بل يمتد إلى الهوية والوجود. ولأن العدو يدرك هذه الحقيقة، فهو يخشى أن تتكرس البنية التي أرساها الشهيد السيد حسن نصر الله فتحول دون تحقيق أطماعه. وفي المقابل يدرك حزب الله أن النصر لا يُصنع في ساحات الميدان وحدها، بل في عمق الوعي، وفي ترسيخ حقيقة أن المقاومة للبنان شرط بقاء لا شرط كمال. أما الدولة اللبنانية، فهي تبقى في المساحة بين غياب عن معركة الشرعية والمعنى والدور، وبين تماهٍ مع أطراف تتربّص بالمقاومة سلاحاً وخياراً وثقافةً ومجتمعاً.





ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها
المساعدون القضائيون في صيدا يكرّمون القاضي إيلي أبو مراد قبل انتقاله إلى البقاع
صدر كتاب تحت عنوان: قراءة في الحركة المهدوية نحو بيت المقدس للشيخ الدكتور علي جابر
المقداد يجول في جرد جبيل ولاسا
مؤتمر دولي لنصرة غزة من بيروت الى اليمن وفلسطين والعالم
بتاريخ ٢٠٢٤٠٤٠١ نظمت السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي شعبة بشارة الخوري محمد الحوت المتحف في منطقة بيروت
في أجواء شهر رمضان المبارك وبمناسبة يوم الأرض ،
واشنطن تصنف انصار الله جماعة إرهابية وتدخل حيز التنفيذ من يومنا هذا وصنفت قيادات الصفوف الاولى من حركة انصار الله بلائحة الارهاب
قتيل وجرحى بين العرب في البقاع الاوسط في منطقة قب اللياس
النائب برو يتفقد احوال النازحين في علمات والبدان المجاورة
بعد طلب سماحة القائد الولي الاعلى السيد علي الخامنئي حفظ الله
كتب حسن علي طه يا أمة المليار منافق، غزة تُباااااد ، فماذا أنتم فاعلون؟ عامان، لا بل دهران، لكثافة ما حصل في غزة من أحداث.
بسم الله الرحمن الرحيم
مباشر من حفل اطلاق الحملة الرسمية لاحياء اليوم القدس العالمي التي يطلقها ملف شبكات التواصل في حزب الله
الوزير السابق للداخلية مروان شربل
ممثل الامين العام لحزب الله الشيخ الدكتور علي جابر يزور مطبخ مائدة الامام زين العابدين ع في برج البراجنة
قيادة الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي
الحاج حسن من بريتال: أزمة انتخاب رئيس الجمهورية سياسية وليست دستورية
تحت عنوان (على طريق القدس موحدون لمواجهة الفتن ومؤامرات التفريق بين أمتنا )
صنعاء بمواجهة العدوان المتجدّد: لا وقف لعمليّاتنا
الصوت الذي لم يستكن يوماً
النهار: زيارة مفصلية لوزير الخارجية السوري… ترسم الإطار العملي للعلاقات الجديدة
60% من الآبار في البقاع وجبل لبنان «نشّفت»: الجفاف الأكثر قسوة خلال عقدين
أبعاد ومآل استجابة اليمن لطلب حركة حماس
«فلسفة» الحرب اللانهائية في غزة: [12] ممّ يخشى نتنياهو وحلفاؤه؟
«لجنة التضامن والأخوّة»: المسألة الكردية لا تبلغ خواتيمها آسيا محمد نور الدين الخميس 7 آب 2025 بدأ الحديث حول تشكيل الل
الجمهورية: لبنان ينتظر مقترحات لوقف النار.. ومحاولة إسرائيلية لتوسيط روسيا
سنبقى دائماً إلى جانب الشعب الإيراني الذي يتعرّض للغزوات على جميع الصّعد
خاص صدى الولاية : ترامب والسياسات الجديدة
ميخائيل عوض : الحكمة والايمان يماني.
رئيس الحكومة يعرقل آلية تعويضات الإعمار فؤاد بزي السبت 13 أيلول 2025 ستدفع الدولة عن الوحدة السكنية المدمرة 6 مليارات ل
مجلس شورى الدولة: دعوى مفوض الحكومة لدى «الإنماء والإعمار» ليست جديّة
الـمـقـاومـة الـمـسـلّـحـة فـي لـبـنـان:
العشائر على خطّ النار: بوادر حرب أهلية مفتوحة سوريا الأخبار السبت 19 تموز 2025 مقاتلون عشائريون يعبرون قرية الدور في ال
ضخّ سياسي وإعلامي إسرائيلي حول عدوان مُوسَّع
اليمن على العهد يانصر الله عدنان عبدالله الجنيد.
خيارنا الوحيد: المقاومة دفاعاً عن لبنان وفلسطين والأمة
الاخبار _ اسعد ابو خليل : معالمُ سياسات ترامب الشرق أوسطية
مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية تعبير عن الكرامة ودعماً لفلسطين من قلب اليمن
الميكانيزم: مفاوضات أمنية أم طريق ممهد للسلام الاقتصادي ؟
حلُّ أَزْمَةِ السِّلَاحِ بِالتَّنْظِيمِ وَبِالْمَزِيدِ مِنْهُ
سنة
شهر
أسبوع
يوم
س
د
ث